تعد مسرحية شبح الأوبرا أكثر أعمال أندريو ويبر رومانسية وعذوبة، بل وأكثرها قربا من روح الأوبرا الكلاسيكية. حيث تكشف التركيبة الموسيقية الضخمة عن روح أوبرالية هائلة تعبر عن الرعب الممتزج باللوعة التي سادت فرنسا في القرن الثامن عشر. أن قصة شبح الأوبرا مقتبسة من رواية بإسم شبح الأوبرا للكاتب الفرنسي" كاستون لير" وقد قام بإعداد الرواية أندريو لويد ويبر بمشاركة الشاعرين ريتشارد ستيلكو وتشارلز هارت، الذي وضع لها الأغاني. يبدأ المشهد الإفتتاحي لشبح الأوبرا بعرض للمزاد العلني يتم فيه بيع شخصيات مسرحية ثمينة. وفي سياق ذلك يتطور الحديث إلى شبح تكرر ظهوره في الأوبرا خلال السنين المنصرمة. وعلى حين غرة يظهر الشبح ذاته إلى الوجود، بوجه مشوه يخفيه وراء قناع. وتسبق ظهورالشبح موسيقى درامية تبعث الرعب والهلع، نفهم من خلالها ان الشبح قادم. كما نفهم ان الشبح مغرم بالموسيقى وانه يستمد معنى الحياة منها، فنراه يعزف و يؤلف ألحانا ويستمع الى الموسيقى بعمق. وفي نفس الوقتيعبّر عن كراهيته لكل من يساوم في عالم الموسيقى ويفرط بالقيم الفنية من أجل مصلحته الشخصية. فهو يقف بالمرصاد ضد كل هؤلاء. أما إعضاء الفرقة الأوبرالية فهم يعيشون حالة رعب دائمة خوفا من ظهور الشبح، بإستثاء كريستينا المغنية الأبرالية التي تعرف حقيقة الشبح عن كثب. هنالك أيضا شخصية الشاب النبيل الذي يطارح كريستينا الغرام، الا ان كريستينا لا تبادله الغرام بنفس القوة.
ولعل أمتع لحظات شبح الأبرا هي تلك التي تلتقي خلالها كريستينا بالشبح. لكن خاتمة المسرحية تحمل مفاجأة مدهشة برجوع كريستينا الى الشاب العاشق وهي خاتمة كثيرا ما تثير النقاش والجدل بين النظارة. ومهما يكن، فإن الموسيقى الختامية أو بالأحرى موسيقى المشهد الختامي المعبرة عن غيرة الشبح وهو يرى العاشقين معا تعد روعة في التأليف الموسيقى الدرامي .
0 comments:
إرسال تعليق